تحقيق التنمية المستدامة في صحراء فاس المغربية

عزيزة شاوني

يمكن الحياة في الصحراء منذ مئات السنيين، ويعود الفضل في ذلك لنموذج الواحات وللإدارة الرشيدة للمجتمعات الصحراوية التي تُراعي من خلالها الأرض وما فوقها من بنيان. لكن الأمر تغير اليوم لأسباب عديدة أبرزها التغيرالمناخي والأنشطة السياحية وتصرح الأراضي الذي دفع بالمجتمعات الصحراوية إلى الهجرة، فاندثر تاريخها وتراثها الثقافي .
تحاول الشاوني قلب هذا المسار باعتماد مقاربة معمارية تدمج الاستدامة والقيم الإجتماعية والاقتصادية. مشروعها الأخير بالتعاون مع المجتمع المحلي ومع خبراء في قرية محاميد الغزلان ( في مدينة فاس) وهي قرية مهددة بالزوال بسبب أخطار التصحر. 
الحل بحسب شاوني يكمن في بناء مستدام، مستلهم من مشروع مدرسة للموسيقى تدعى "جدور الصحراء”، شُيّدت بمواد محلية ومستدامة كاللبن والحجر والخشب والخيزران، واعتمدت نظام طاقة مستقل الكهروضوئية. ساهم هذا المشروع في الحد من ظاهرة التصحر ليبقى سكان قرية محاميد الغزلان في قريتهم محافظين على تراثهم الثقافي. اختتمت شاوني عرضها بأغنية من تأليف وأداء طلاب مدرسة "جدور الصحراء”.

عن المؤلفة

عزيزة شاوني

عزيزة شاوني مهندسة معمارية ومدنية تعمل على إنشاء بيئات مستدامة في الدول النامية، مع التركيز على صحاري الشرق الأوسط. تدور فلسفة عزيزة في التصميم حول عدم الاكتفاء بالأثر الصفري للمباني المستدامة، بل ينبغي أن ترد هذه المباني الجميل للمجتمع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. تطمح عزيزة إلى الابتكار من خلال التعاون مع المجتمعات المحلية والخبراء من التخصصات الأخرى؛ لدمج الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية والبنية التحتية بطرق مبتكرة.

ولدت عزيزة ونشأت في مدينة فاس المغربية، حيث وجدت نفسها مفتونة بنهر فاس، الذي كان يُعد يومًا ما روح المدينة ومصدر مياهها قبل أن يتحول إلى مجار سامة بسبب الاكتظاظ والتلوث في الخمسينيات، وانتهى به المطاف مقلبًا للنفايات. وبإرادة لا تلين، عكفت عزيزة على هذا المشروع على مدار عقدين من الزمن، وكتبت حوله أطروحتها بصفتها طالبة دراسات عليا، ثم رافقها النهر في مسيرتها المهنية.