كيف تؤثر كلمات الناس وأفعالهم على تشكيل بنية دماغك؟
يوجينيا ميلو
نحن البشر كائنات اجتماعية، نعيش في مجتمعات، ويعتني بعضنا ببعض، ونرتقي ونبني حضارات.
وقد مكنتنا القدرة على التعاون من التأقلم والتكيّف والتعامل مع شتى أنواع المتغيرات، فاستطعنا استعمار معظم البيئات الطبيعية على سطح الأرض تقريبًا، والازدهار في كل أنواع المناخات أكثر من أي كائن آخر باستثناء البكتيريا ربما.
كوننا كائنات اجتماعية له علاقة بقدرة بعضنا على تنظيم ما لدى البعض الآخر من مخزون الطاقة التقديري في الجسم (Body Budget)، وهي الطريقة التي يعتمدها الدماغ لإدارة الطاقة التي يحتاجها الجسم يوميًا والحفاظ عليها. تخيل المخزون التقديري لطاقة جسمك وكأنه حسابك البنكي، حيث تقوم بالسحب والإيداع بشكل مستمر. كذلك الحال معك إذ تقوم طوال حياتك وبدون وعي منك بالإيداع أو السحب من "مخزون الطاقة التقديري" لأجسام الآخرين، ويقوم الآخرون بالشيء نفسه إزاءك. هذا الأمر له إيجابيات وسلبيات وآثار عميقة على أساليب حياتنا وطرق عيشنا.
الناس من حولك، سواءً عائلتك أم أصدقاؤك، يسهمون في تشكيل بنية دماغك ووظيفته، بما يساعد في الحفاظ على صحة جسمك وتزويده بالطاقة.
كيف يؤثر الناس حولك على مخزون طاقة جسمك؟ وكيف يسهمون في تعزيز دماغك إلى حد كبير؟
في عملية مثيرة تسمى "اللدونة العصبية"، يعيد الدماغ ربط أجزائه بعضها ببعض بعد كل تجربة جديدة يخوضها. ويحدث هذا على المستوى الميكروسكوبي، حيث تتغير بنية بعض الأجزاء المجهرية من الخلايا العصبية كل يوم، وتصير التشعبات الشبيهة بالفروع أكثر كثافة، وبالتالي تصبح الروابط العصبية المرتبطة بها أكثر كفاءة، وهكذا شيئًا فشيئًا يضحى الدماغ منضبطًا ومنظمًا أكثر كلما تفاعلت مع الآخرين وخضت تجارب جديدة.
درجة تأثر أدمغتنا بالناس حولنا تختلف من شخص لآخر، لكنّ ثمّة تأثير يحصل دائمًا. في نهاية المطاف، يسهم أفراد عائلتك وأصدقاؤك وجيرانك بل وحتى الغرباء في تشكيل بنية دماغك ووظيفتها، ومن ثم الحفاظ على صحة جسمك ونشاطك طوال اليوم.
هذا التنظيم المتبادل بينك وبين الآخرين له تأثيرات فسيولوجية قابلة للقياس. فمثلًا، عندما تكون مع شخص مهم بالنسبة لك، تتزامن عملية التنفس ونبضات القلب بينكما بغض النظر عمّا إذا كنت في محادثة عادية أو جدال حاد. وهذا النوع من الاتصال الجسدي يحدث بين الرضّع ومن يرعونهم، وبين المعالجين النفسيين ومرضاهم، وبين من يمارسون اليوغا أو يغنون معًا.
رفع صوتك أو حتى حاجبك يمكن أن يؤثر على ما يجري داخل أجسام الآخرين.
يستطيع بعضنا تعديل مخزون الطاقة التقديري في أجسام البعض الآخر من خلال أفعالنا. إن رفعت صوتك أو حتى حاجبك، يمكنك التأثيرعلى نفسية من حولك وما يجري داخل أجسامهم، كمعدل نبضات القلب أو مستوى المواد الكميائية في مجرى الدم. فعلى سبيل المثال، إن كان أحد أفراد أسرتك يتألم، بإمكانك تخفيف معاناته وألمه بمجرد إمساك يده.
نحن كائنات اجتماعية، ونتمتع بطائفة من المزايا في طبيعتنا البشرية، منها أننا نعيش لفترة أطول إذا كانت لدينا علاقات وثيقة وداعمة مع الآخرين. فقد أظهرت الدراسات أنه إذا كانت علاقتك بشريك حياتك وطيدة ومفعمة بالاهتمام، حيث يستجيب كل طرف لاحتياجات الآخر في حياة بهيجة وممتعة، فمن غير المرجح أن تُصابا بالمرض.
ومن الناحية الأخرى، إن كنت تعاني مرضًا خطيرًا كالسرطان أو أمراضًا في القلب، فمن المرجح أن تتحسن حالتك الصحية بفضل الدعم الذي تتلقاه من شريكك. ورغم أن هذه الدراسات متعلقة بالحياة الزوجية، فإن نتائجها تنطبق أيضًا على ذوي الصداقات القوية وأصحاب الحيوانات الأليفة.
وفقًا للإحصائيات، الشعور المستمر بالوحدة يقصّر العمر.
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يتفاعل مع من حوله، وهذا شيء مفيد للغاية، لكن هناك تحديات وسلبيات لا ينبغي إغفالها. فالشعور المستمر بالوحدة يجعل أعمارنا أقصر بسنوات عدة حسب ما تشير إليه الإحصائيات، وغياب الناس الذين يساعدوننا في تنظيم المخزون التقديري لطاقة أجسامنا يجعلنا نتحمل أعباءً إضافية في داخلنا.
هل سبق وأن فقدت شخصًا عزيزًا وقريبًا منك بسبب الانفصال أو الوفاة وشعرت حينها أنك فقدت جزءًا من ذاتك؟ يحدث هذا لأنك بالفعل قد فقدت مصدرًا أساسيًا للحفاظ على التوازن في أنظمة الجسم.
هذه المشاركة في مخزون طاقة الجسم تحمل بعض السلبيات، ولها تأثير على التعاطف. فعندما تتعاطف مع الآخرين، سيحاول دماغك بناء سيناريوهات تتوقع فيها ما يمكن أن يختبره الآخرون من مشاعر وأفكار وأفعال. وكلما كُنت أكثر دراية بهم كانت توقعاتك أقرب إلى الواقع وكنت أكثر كفاءة في فهم صراعاتهم ومعاناتهم. تحدث هذه العملية كلها بشكل طبيعي لتبدو وكأنك تقرأ أفكار الآخرين وتشاركهم مشاعرهم.
لكن عندما تكون أقل دراية بالآخرين، يصبح التعاطف أكثر صعوبة. قد تضطر إلى تقصّي مزيد من المعلومات عن شخص لتعرفه أكثر، لكن هذا يستنفد الكثير من مخزون الطاقة بجسمك ويُعد جهدًا إضافيًا لدماغك يجعلك تشعر بعدم الارتياح. لربما يكون هذا هو السبب الذي يجعل الكثيرين يفشلون في التعاطف مع من يختلف عنهم، سواءً على مستوى الأفكار أو القيم. إن التعامل مع ما هو غير متوقع يتطلّب كثيرًا من الطاقة، وهذا أمر ينبغي تفاديه للحفاظ على صحة دماغك وحيويته.
يدفع خطاب الكراهية الدماغ إلى إغراق مجرى الدم بالهرمونات، ما يتسبب في انخفاض طاقتك وتدهورها.
لعل هذا هو السبب وراء رغبة الناس الدائمة في إحاطة أنفسهم بما يتوافق مع أفكارهم وآرائهم ويعززها، ويتحاشون كل ما يمكن أن يدفعهم للتشكيك أو التفكير الذي يحتاج طاقة كثيرةً وجهدًا كبيرًا. وللأسف يحول ذلك دون تعلم الفرد أشياء جديدة تساعده في فهم الأمور بشكل أوضح أو تغيير منظوره تجاه بعض الأمور.
يسهم بعضنا أيضًا في تحسين مستويات الطاقة لدى البعض الآخر عن طريق الكلمات الطيبة التي تبث شعورًا بالراحة والطمأنينة، من قبيل مديح أو إطراء تستقبله من زميلك في العمل بعد نهاية يوم طويل وشاق. وبالمقابل، تجعل الكلمات السلبية عقلك يدخل في حالة دفاعية حيال خطر محتمل، ومن ثم يطلق هرمونات التوتر في الدم. وبدون شك، سيكلفك هذا التأهب المفاجئ الكثير من مخزون الطاقة في جسمك.
للكلمات تأثير قوي على عقولنا ومشاعرنا يتخطى المسافات. بإمكانك أن تراسل صديقك المقرّب في دولة أخرى برسالة من قبيل "لك معزة وتقدير في قلبي". وعلى الرغم من أنه لا يستطيع رؤيتك أو سماع صوتك، فإن تأثير كلماتك سيغيّر سرعة نبضات قلبه وتنفسه وعملية الأيض في جسمه.
وإن راسلك أحدٌ مثلًا بمحتوى غامض من قبيل: "هل باب منزلك مغلق؟" حينها تؤثّْر هذه الكلمات على جهازك العصبي بشكل سلبي.
وقد يتجاوز تأثير الكلمات على الجهاز العصبي عامل المكان والزمان. فمثلًا، قد تشعر بالطمأنينة عند قراءتك نصوصًا تعود لقرون عديدة، كالكتاب المقدس أو القرآن الكريم، أي أنك ربما تتلقى المساعدة في تنظيم طاقة جسمك من أشخاص في الأزمنة السحيقة.
الكتب ومقاطع الفيديو والبودكاست أو أي محتوى آخر مماثل بإمكانه أن يبعث فيك شعورًا بالدفء أو يصيبك بالقشعريرة. ربما لا تدوم هذه التأثيرات طويلًا، لكن الأبحاث أظهرت أنه في أثناء تفاعلنا مع الآخرين يمكننا التأثيرعلى أجهزتنا العصبية على المستوى الفيزيائي وتغيير ديناميكياتها باستخدام قوة الكلمات.
قوة الكلمات ليست تعبيرًا مجازيًا، بل هي قوة حقيقية تؤثر في دماغنا.
لماذا تمتلك الكلمات تأثيرًا كبيرًا علينا؟ يرجع ذلك إلى أن العديد من أجزاء الدماغ التي تعالج اللغة تتحكم أيضًا في الأجزاء الداخلية من الجسم، بما في ذلك الأعضاء والأنظمة الرئيسية التي تدير مخزون الطاقة في جسمك.
تنتمي هذه المناطق لما يسميه العلماء بشبكة اللغة (language network) التي تسهم أيضًا في تنظيم ضربات القلب. وعلاوةً على ذلك، تقوم هذه الأجزاء من الدماغ بضبط مستوى الجلوكوز الذي يدخل مجرى الدم لتزويد الخلايا بالطاقة، والتحكم في مستوى المواد الكميائية لتعزيز جهاز المناعة والحفاظ على صحتك البدنية.
إن قوة الكلمات وتأثيرها ليس مجازًا، بل هي جزء من بنية أدمغتنا. وإننا لنجد هذا الترابط القوي بين اللغة والجهاز العصبي عند كائنات أخرى مثل الطيور؛ إذ إن الأجزاء المسؤولة عن إصدار الأصوات في أدمغة الطيور هي نفسها المسؤولة أيضًا عن تنظيم أعضاء أخرى بأجسامها.
إذن، فالكلمات أدوات تسهم في تنظيم أجسام البشر. كلمات الآخرين لها تأثير مباشر على نشاط دماغك وأنظمة جسمك، كما أن كلماتك لها التأثير نفسه على الآخرين. وبسبب طبيعتنا البشرية يحدث هذا التأثير المتبادل بشكل خارج عن إرادتنا الواعية.
هل يعني هذا أن الكلمات قد تؤثر سلبًا على صحتك؟ لن يكون التأثير على صحتك كبيرًا إن كان تعرضك لما هو سلبي محدودًا. لكن عندما تسمع من الآخرين كلمات لا تعجبك، أو ربما أشياء مهينة، أو حتى أشياء تهدد سلامتك البدنية، فستشعر بالتعاسة.
التعرض المستمر لتجارب سلبية مثل العنف اللفظي أو الإقصاء الاجتماعي أو الإهمال قد يتسبب في توتر مزمن، وهذا يضعف الدماغ تدريجيًا.
يدفع جسمك ضريبة أي تجربة سلبية تمر بها حسب حدتها دون إلحاق أي ضرر بدماغك أو جسمك. فقد تتسارع نبضات قلبك، وقد يتغير ضغط الدم لديك، أو ربما تتصب عرقًا، ولكن بعد ذلك يسترجع جسمك توازنه ليعود كما كان أو أقوى قليلًا.
لحسن الحظ، لدينا نحن البشر جهاز عصبي يستطيع التأقلم مع التغيرات المؤقتة التي تطرأ على أجسامنا واستغلالها لصالحه، بمعنى أن الضغط المؤقت الذي نختبره ربما يكون تمرينًا مفيدًا لجهازنا العصبي، والطاقة التي نبذلها مؤقتًا قبل تعويضها بمدخرات طاقية أخرى تجعلنا أقوى وأكثر توازنًا.
لكنك إن استنزفت طاقتك باستمرار دون أن تمنح جسمك فرصة لتعويضها، سيختل توازن مخزون الطاقة في جسمك بما يعود عليك بآثار سلبية. وكما ذكرنا آنفًا، يشبه مخزون الطاقة في جسمك حسابك المصرفي إلى حد كبير، بمعنى أنك إن مررت بتجارب سلبية مليئة بالتوتر والضغوط باستمرار، فقد ينتج عن ذلك عجز عميق في مخزون الطاقة بجسمك، وهذا العجز يسمى الإجهاد المزمن، ويحمل معه مضاعفات تتجاوز مجرد الشعور بالبؤس والحزن.
مع مرور الوقت، أي شيء مسبب للإجهاد المزمن يؤثر تدريجيًا على دماغك ويسبب الأمراض لسائر البدن. وهذا يشمل الاعتداء البدني والعنف اللفظي والرفض الاجتماعي والإهمال، وأمورًا كثيرة أخرى يقترفها الإنسان في حق أخيه الإنسان.
لا يستطيع الدماغ البشري التفريق بين مصادر التوتر المزمن أو تصنيفها. عندما يكون مخزون جسمك مستنفدًا بالكامل بسبب ظروف الحياة الصعبة كالمعاناة مع المرض، أو المرور بضائقة مالية، أو الحرمان من النوم، أو عدم ممارسة الرياضة بشكل كاف، يفقد دماغك المناعة التي يحتاجها لمقاومة الضغوط ويصبح معرضًا لكل أنواع الإجهاد المزمن، وبالتالي يضحى غير قادر على الصمود أمام الآثار البيولوجية للكلمات السلبية التي تلقيتها ربما بغاية التنمر عليك أو إيذاء القريبين منك.
عندما يتم استنزاف مخزون طاقتك الجسمية باستمرار، فإن مصادر الضغط والتجارب السلبية المؤقتة تتراكم شيئًا فشيئًا، حتى الأمور الصغيرة منها التي لم تكن تكترث لها في العادة، إلى أن تصبح وضعية جسمك كمثل السرير الذي يتحمل عشرة أطفال يقفزون فوقه لكنه ينكسر وينهار عندما يقفز عليه الطفل الحادي عشر.
بعبارة بسيطة، التعرض المستمر للضغوط والتوتر المزمن يؤذي الدماغ. عندما يتعرض الفرد للعنف اللفظي يصبح أكثر عرضة للمرض. لم يفهم العلماء بعدُ الآليات التي تتحكم في ذلك، لكننا نفهم جيدًا أن ذلك هو ما يحدث.
أجريت دراسات تتقصى تأثير العنف اللفظي على أناس عاديين (أي العامة) من ذوي الانتماءات السياسية المختلفة، من اليمين واليسار والوسط. وكانت النتيجة أن كلمات الناس لن يظهر تأثيرها عليك في المرة الأولى أو الثانية أو حتى المرة العشرين.
لدينا الحرية في التعبير والتصرف، لكننا نتحمل عواقب ما نقوله ونفعله.
إذا تعرضت للعنف اللفظي بشكل مستمر على امتداد أشهر عديدة، أو كنت في بيئة يدفع فيها جسمك ضريبة مكلفة باستنزاف طاقته باستمرار، فإن الكلمات السلبية حينها ستؤذي دماغك فعليًا. ليس هذا لأنك ضعيف أو مرهف الحس، بل لأنك بشر.
جهازك العصبي مرتبط بسلوكيات الآخرين، الجيدة منها والسيئة. وكل ما بمقدورك أن تفعله هو تفسير تلك الأفعال أو إصدار الأحكام عليها، لكن التأثير حاصل لا محالة.
وتلك هي المعضلة: أن يكون أفضل شيء لجهازك العصبي وأسوأ شيء له معتمدًا على سلوك إنسان آخر. في مجال البحث العلمي، غالبًا ما يُطلب من العلماء والباحثين استخلاص استنتاجات تفيد حياتنا اليومية، وقد جاءت الاستنتاجات شاهدًا ودليلًا على ما خلصنا إليه في هذا المقال، وتفيد بأن ثمة فائدة مشتركة عندما يتعامل الناس بإنسانية.
الحل المنطقي لمعضلتنا هو إدراك أن الحرية والمسؤولية وجهان لعملة واحدة؛ فنحن نتمتع بحرية التعبير وفعل ما نريده، لكن ينبغي أن نتحلى بالمسؤولية تجاه عواقب أفعالنا وأقوالنا. وربما لا يهتم البعض بتلك العواقب، وقد لا تبدو مبررة للبعض الآخر، لكنها مع ذلك تحمل ضريبة ندفعها جميعًا.
أصبحنا نتكبد المزيد من التكاليف لتحسين الرعاية الصحية لأمراض مزمنة، كالسكري والسرطان والاكتئاب وأمراض القلب والزهايمر، وغيرها من الأمراض التي تفاقمت وانتشرت بسبب الإجهاد المزمن. إننا ندفع تكاليف حكومة غير فاعلة عندما يهاجم السياسيون بعضهم بعضًا بدلًا من مناقشة أمور جدية، كما ندفع تكاليف كوننا مواطنين نتصدى للدفاع عن قضايا وموضوعات سياسية ومناقشتها بشكل مثمر. ولا نجني من وراء هذا وذاك سوى ضعف ديموقراطيتنا.
مجتمعنا مشغول باتخاذ القرارات بشأن الرعاية الصحية والقوانين والسياسات العامة والتعليم، وأمامنا أحد خيارين: إما أن نتجاهل أنظمتنا العصبية التي تعتمد بشكل كبير على كيفية تعاملنا مع الآخرين، أو أن نأخذها على محمل الجد؛ فطبيعتنا البيولوجية لن تختفي لمجرد أن نتجاهلها