الخوف مُعدٍ. فكيف تحمي نفسك منه؟
أفالون نوفو
خلال شهر أبريل، هرع الكثيرون لشراء كل ما يستطيعون وبكميات غير معقولة من المواد الغذائية والمنزلية. وحين ترى ما يحدث تشعر بحاجة مُلحّة لفعل الأمر نفسه، والسبب في ذلك هو أننا نحن البشر مخلوقات اجتماعية تتأثر مشاعرنا بتصرفات الآخرين إلى حد كبير، حسب ما تقوله سوزان ديفيد.
في الأوقات العصيبة ينتشر الذعر بين الناس بسرعة تنذر بالخطر، والسؤال هنا هو: كيف يمكننا اختبار وتجربة هذه المشاعر دون الإثقال على أنفسنا أو التعرض لضغط كبير؟ في بودكاست جديد بعنوان “Checking In” [التحقق من الداخل]، تشارك معنا سوزان ديفيد خطوات لتعزيز مناعتنا النفسية ضد العدوى الاجتماعية.
إليك مقتطفًا من حلقة البودكاست:
"العدوى الاجتماعية أصابتنا جميعًا". عندما نكون في اجتماع ما ويُخرج أحدهم هاتفه، نفعل الشيء نفسه ونُخرج نحن هواتفنا أيضًا. وعلى عكس الأمراض المُعدية التي تنتقل من شخص لآخر، نلتقط سلوكيات من أفراد لم نتعامل معهم من قبل على المستوى الشخصي. فعلى سبيل المثال، أشارت إحدى الدراسات إلى أنه إذا زاد وزن شخص في محيطك الاجتماعي تزداد احتمالية اكتسابك للوزن أيضًا.
من المهم أن نكون على وعي بتأثير هذه العدوى الاجتماعية بشكل عام. لكن في وقت الأزمات، قد يكون لهذه الظاهرة تأثير سلبي ليصبح الأمر بمثابة "حياة أو موت".
ولفهم حجم تأثير هذه العدوى، ما عليك سوى أن تتفقد الأخبار عبر حسابك على فيسبوك أو مشاهدتها على القنوات الإخبارية، وسترى كيف يمكن للعدوى الاجتماعية التأثير بشكل سلبي وخطير على صحة أفراد المجتمع ككل. إليك هذا السيناريو: يلاحظ الناس أن من حولهم يرتدون الكمامات الطبية "N-95"، فيشعر البعض بالحاجة الملحة لشراء الكثير من الكمامات الطبية وتخزينها خوفًا من نفادها، ما يؤدي إلى نفاذ هذه الكمامات الطبية فعليًا ليصبح الكادر الطبي يعاني نقصًا حادًا في خضم مواجهته للوباء.
الفزع والذعر من المشاعر القوية التي تتطور مع الزمن لأجل حمايتنا، ولا حاجة للتخلص منها. علينا فقط أن نتحكم في هذه المشاعر، بمعنى أن نسيطر على مشاعرنا لا أن ندعها تسيطر علينا.
يمكننا إبقاء المشاعر السلبية تحت السيطرة عن طريق تحديد قيمنا ومعتقداتنا. لأن ذلك يجعلنا نتجاوز المشاعر السلبية كالذعر والهلع ويفتح أعيننا على جوانب أخرى من أنفسنا. ما لدينا أكثر من مخاوفنا أو قلقنا؛ فلدينا أيضًا نوايانا وحكمتنا وتعاطفنا. كل ذلك تبنيه قيمنا وتصقله، وكلها أمور تشكّل ماهية أنفسنا.
في خضم ما يحدث، ووسط هذه الفوضى كلها، إليك تمرينًا سيساعدك في إيجاد ذاتك. أحضر ورقة بيضاء وقلمًا، وجرب الإجابة عن السؤال التالي: "حتى في خضم هذه الفوضى، من أريد أن أكون؟" وابدأ في الكتابة لمدة دقيقة أو دقيقتين.
هذا التمرين من شأنه أن يقوي مناعتنا ضد العدوى الاجتماعية والعاطفية، ويساعدنا أيضًا في الانتقال من التفكير في قيمنا باعتبارها أفكارًا مجردةً إلى أفكار عملية فيها تصبح القيم بالمقدمة والصدارة، ونتيجة نتغلب فيها على الشعور بالتشتت؛ فتصبح عقولنا أكثر تركيزًا ونضحي نحن أكثر اتصالًا بمحيطنا.
لمزيد من الاستراتيجيات حول كيفية التعامل مع مشاعرك خلال هذا الوقت العصيب، استمع إلى بودكاست "checking in" مع سوزان ديفيد على آبل بودكاستهن خلال هذا الرابط.