بالاستكشاف تقوى مساعينا: TED بالعربي تعقد فعالية ثالثة في بن جرير في المغرب
جمعت فعالية TED بالعربي عقولًا ذكية تشارك أفكارها حول أهمية التفكير الإبداعي لتغيير وجهات نظرنا واحتضان إنسانيتنا المشتركة.
الحدث: فعالية TED بالعربي قدمها مراسل شبكة الجزيرة محمد الرماش، وتضمنت أربع محاضرات ركزت في مواضيعها على الإطار العام للفعالية بعنوان "بالاستكشاف تقوى مساعينا". شملت الفعالية أيضًا سلسلة من ورش العمل التفاعلية التي نظمها شركاؤنا في "ع فكرة" تخللها عرض موسيقي من مدرسة "جدور الصحراء". كما اشتملت الفعالية على بعض من الفيديوهات الفنية كاستراحات ذهنية عمل عليها فنانون عرب. حضر الفعالية عدد من كبار الشخصيات من دولة قطر والمغرب والمملكة العربية السعودية، بمشاركة 50 طالبًا من جميع أنحاء المنطقة وحضور أكثر من 900 شخصًا من كافة مدن المغرب. كانت هذه الفعالية الثالثة من سلسلة فعاليات TED بالعربي الإقليمية التي تسبق قمة TED بالعربي المنتظرة في مارس 2023 في العاصمة القطرية الدوحة، والتي ستضم 16 متحدثًا من العالم الناطق باللغة العربية الذين سيشاركون أفكارهم لأول مرة مع جمهور عالمي - كل ذلك باللغة العربية.
أين ومتى: عقدت الفعالية يوم الخميس 13 أكتوبر 2022 بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بن جرير، المغرب.
الكلمة الافتتاحية: شددت موزة الهاجري، طالبة في جامعة جورجتاون في قطر ومتطوعة شابة في مؤسسة التعليم فوق الجميع، على أهمية اللغة العربية في الهوية العربية ودعم التراث الثقافي.
نبذة عن المحاضرات:
الدكتور شارل مهند مالك، باحث في علم الأحياء الجزيئي والخلية وعلم الأورام
الفكرة الكبيرة: يمكننا بناء الجسور وزيادة التعاطف من خلال العلم.
كيف؟ يعتقد الدكتور شارل ملك أن السبيل الوحيد لانتقال العالم الناطق بالعربية من سوق المستهلك إلى سوق المنتج هو من خلال الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا في بلدهم الأم. العديد من الطلاب يقررون العمل في الخارج، لأن بلدانهم الأم لا توفر لهم الأدوات والبنية التحتية اللازمة لمتابعة أبحاثهم العلمية. ومفتاح حل هذه المشكلة هو من خلال التدريس بالطريقة العلمية - التي تعتمد على الملاحظة التجريبية، وجمع المعلومات، والتحليل، والاستنتاج والتفكير الناقد - بدلًا من المحاضرات والحفظ عن ظهر قلب. أكد مالك على الحاجة إلى تطوير وتعزيز المحتوى العلمي باللغة العربية كوسيلة لبناء المعرفة في جميع أنحاء المنطقة، قائلًا: "إذا ما اتخذنا قرار جعل العلم بوصلة الشمال، فسوف تتغير حياتنا، وستتغير حياة أبنائنا، وسوف نترك أثرًا وإرثًا لن يمحيهما الدهر أبدًا".
عزيزة الشاوني، أستاذة جامعية ومهندسة مدنية ومعمارية
الفكرة الكبيرة: نموذج يجسد تبني نمط الحياة المستدامة والحفاظ على التراث الثقافي في الصحراء.
كيف؟ إن إنشاء الواحات، من خلال الاعتناء بالأراضي والمباني بشكل جيد، جعل الحياة الصحراوية ممكنة لعدة قرون. ولكن، زيادة السياحة وتغير المناخ يجبران المجتمعات المحلية على مغادرتها، والتخلي عن تراثهم الثقافي مع زحف الصحراء. وتركز عزيزة الشاوني على تغيير الواقع من خلال تصميم نهج جديد للاستدامة والحفاظ على التراث الثقافي. في مسقط رأسها في فاس بالمغرب، كانت واحة محاميد الغزلان في طريقها للانقراض حتى أنشأت شاوني مدرسة موسيقى "جذور الصحراء"، وهي مدرسة موسيقية مبنية بمواد محلية مستدامة - مثل التراب الصخري والحجر والخشب والخيزران - ويدعمها نظام طاقة ضوئية مستقل. بفضل المشروع، توقفت الصحراء عن محاولة أكل محاميد، وبقي السكان في منازلهم وتراثهم الثقافي الذي ما زال مزدهراً حتى الآن. كما ختمت شاوني حديثها بعرض موسيقي تراثي قدمه طلاب من مدرسة "جذور الصحراء".
سوزان تلحوق، مؤلفة وشاعرة
الفكرة الكبيرة: تقدير ذبذبات الكلمات من اللغة العربية لإعادة السلام لحياتنا وحياة من حولنا.
كيف؟ تقول سوزان تلحوق إن الكلمات تحمل اهتزازت يمكن أن تؤثر على حواسك الأخرى. إنها تقدم حالة عاطفية للتواصل مع صوتك الداخلي واحتضان عالم يبتعد عن استخدام الكلمات الغاضبة والمشحونة. تقول: "إذا كنت ترغب في تحسين حياتك وحياة من حولك، ابدأ باستخدام الكلمات التي تعبر عن الحب والتعاطف والتسامح والسلام". وتختتم باستكشاف قوة اللغة العربية قائلة إن الكلمات تشكل طريقة تفكيرنا وتصرفنا. اللغة العربية هي إحدى اللغات التي تحتوي على عدد كبير من الكلمات التي تحمل اهتزازات وطاقة عالية - فلماذا نتخلى عن لغتنا الأم بهذه السهولة؟
الدكتورة حياة سندي، عالمة في التكنولوجيا الأحيائية
الفكرة الكبيرة: نموذج جديد لتعزيز الابتكار، ومعالجة التحديات الاجتماعية وبناء جسر بين الاحتمال والأمل.
كيف؟ أنشأت الدكتورة حياة سندي نظامًا إيكولوجيًا لريادة الأعمال الاجتماعية والابتكار للعلماء والمبتكرين لمعالجة القضايا في مجتمعاتهم في الشرق الأوسط وخارجه. كان معهد i2 - الذي تم إطلاقه بالشراكة مع مختبر هارفارد للابتكار وMIT وناشونال جيوغرافيك وPoptech وPWC ومعهد ماكنزي، هو بداية رحلة الدكتورة سندي لتقديم حلول ملموسة للفئات الأكثر ضعفًا. من خلال برنامجها الرائد في مشروع "Transform"، عملت سندي وفريقها مع مجموعة من المبتكرين حول العالم لإطلاق عدد من المشاريع: ثلاجات تعمل ببطاريات تستخدم الطاقة الشمسية في حدود أوغندا وموزمبيق لتخزين المنتجات والحفاظ عليها (ولاحقًا، استخدمت لحفظ لقاحات كوفيد-19). كما أسهمت في بناء منازل تعمل بالطاقة الشمسية في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش؛ ومنصة طبية إلكترونية توظف 60 ألف طبيبة في باكستان، وتقدم مساعدة طبية كريمة إلى 100 مليون امرأة وطفل في ضواحي باكستان وأفغانستان واليمن والعراق. تقول: "يمكننا الخروج بأفكار مذهلة وذات رؤية، ولكن سوف تصبح أفكاراً حقيقة وقوية عندما نكون متصلين بالمجتمع".
بقلم لبنى الحصائري وضحى أبو سماقة