سبع نصائح وطرق لتكون أكثر تأثيرًا عبر لغة الجسد
يوجينيا ميلو
يُعد التحدّث أمام الجمهور من أكثر التجارب المرهقة عصبيًا التي يواجهها العديد منا في حياته اليومية، وقد رُشحت الرهبة من ذلك ضمن قائمة أكبر مخاوف الأمريكيين في السنوات الأخيرة، ولم تهبط من هذا التصنيف إلا ليحل محلها تهديدات أكثر إلحاحًا من قبيل مواجهة أسماك القرش!
يرى خبير التواصل ديفيد فيليبس أن هذه الرهبة تنبع غالبًا من قلقنا بشأن ما ينبغي أن نقوله وكيف نقوله (شاهد حديث TEDxZagreb تحت عنوان: “110 تقنيات للتواصل والخطابة")، وقد قضى سنوات عديدة في تحليل ما يقارب خمسة آلاف متحدّث ومخاطب لأجل تحديد الطريقة الأمثل لاستعمال لغة الجسد خلال الإلقاء أمام الجمهور.
ولا تقتصر لغة الجسد على حركات اليدين والذراعين، بل تتعدى ذلك بكثير؛ فمن شأن إجراء تغييرات بسيطة على طريقة الوقوف أو التحرك أو حتى التبسّم أن يسهم في جذب انتباه الجمهور وبناء التواصل معهم على النحو المطلوب. وفي حال رغبتَ في التعمق وتعلّم المزيد في هذا الصدد، يقدّم لك ديفيد فيليبس نظامًا كاملًا يشمل 110 خطوات لتعزيز مهارات وفن الخطابة، لكنك لن تحتاج لتعلّم هذه المراحل كلها لتكون مستعدًا لعرضك التقديمي المقبل. وفيما يلي، يشارك ديفيد فيليبس سبع نصائح سهلة وفاعلة للغة الجسد يمكن لأي شخص تعلّمها بسهولة.
اتجه نحو جمهورك
أول نصيحة يقدّمها فيليبس هي أن تتقدّم بخطواتك للأمام تجاه الجمهور وليس العكس؛ لأن اتخاذ خطوات للأمام يبعث على الثقة ويعزز التواصل، في حين أن التراجع للوراء سيترك انطباعًا لديهم أنك تشعر بالرهبة أو التهديد؛ فالمرء عندما يشعر بالتهديد ينغلق على نفسه بما ينعكس على لغة جسده إذ يشد عضلاته ويشبّك يديه ويتراجع للوراء، ومن ثم يبدو وكأنه في موقف دفاعي إزاء جمهوره. لذا حاول إرخاء ذراعيك وتحريكهما بطلاقة، وتقدم نحو جمهورك لكي تعطي انطباعًا بالثقة والترحاب.
طابق لغة جسدك مع كلماتك
يقول ديفيد إن جوهر التواصل مع الآخرين هو إيصال رسالتك بأعلى قدر من التأثير والوضوح، ولأجل ذلك ربما تستخدم إيماءاتك الجسدية، ومنها حركات اليدين، لجذب انتباه الجمهور ليفهم رسالتك. وعندما يتعلق الأمر بإيماءات اليد، فإن قاعدة فيليبس لإيصال رسالة فاعلة هي أن يكون لكل حركة هدف معين يساعد في التواصل. فإن كنت تتحدث عن ارتفاع أرقام المبيعات مثلًا، بإمكانك أن ترفع يدك بهدوء إحالة إلى الارتفاع الذي تتحدث عنه، وإن كنت تشرح لجمهورك مسألة ما ثم قمت بعرض اختيارين بشكل بلاغي، حاول أن تبسط كلا ذراعيك إلى الجانبين وتفتح يديك وكأنك تزن أشياء فيهما. فالبشر مخلوقات بصرية بالأساس، والحركة ولغة الجسد تجذب انتباه الناس إلى حد كبير. لكن لا تفرط في الحركة؛ إذ إن الحركات التي لا هدف لها تحقق نتائج عكسية، كما يقول ديفيد فيليبس: "كل حركة لا تسهم في التواصل سرعان ما تصبح مصدر إزعاج، ولا ينبغي أن تكون الإيماءات الجسدية الضرورية لإيصال رسالتك مصدرًا للإزعاج".
امنح يديك قسطًا من الراحة
المعضلة التي تواجه الكثيرين هي ما ينبغي أن تفعله اليدان عند التحدث أمام الجمهور. هل نضعهما في جيوبنا؟ )يقول فيليبس إن ذلك يعني أنك منغلق على نفسك). ماذا عن وضعهما خلف الظهر؟ (كلا، تلك الوضعية رسمية بشكل مفرط). لدى ديفيد معجم كامل يشمل الوضعيات التي ينبغي تحاشيها عند التحدث أمام الجمهور، مثل وضعية "الصلاة" (اليدان مشبكتان للأمام)، ووضعية "المتسول" (اليدان للأمام وراحة اليد مبسوطة لأعلى)، وأيضًا وضعية "الطاووس"، حيث تكون اليدان على الوركين مع مرفقين يرفرفان على الجانبين. يقول ديفيد: "يستخدم العديد الوضعية الأخيرة عندما يشعرون بالتوتر في محاولة منهم ليبدوا أكبر حجمًا أو أهمية من خصومهم. حاول أن ترسل يديك على الجانبين عندما لا تحتاج لاستخدامهما في حديثك".
اعتن بإيماءات رأسك
يقول فيليبس إن التواصل بطريقة غير لفظية متأصل فينا بشكل عميق جدًا، ولعل من بين الطرق التي نحقق بها ذلك شيء نفعله طوال الوقت، ألا وهو الإيماء بالرأس لإظهار التعاطف مع شخص ما أو إمالتها إلى أحد الجانبين. ووفقًا لديفيد فيليبس: "يمكنك استخدام الإيماءات نفسها لإظهار تعاطفك عندما تكون أنت المتحدث".
ابتسم بصدق
من أهم الأشياء التي ينبغي مراعاتها عند الإلقاء أمام جمهورك هو أن ترسم على وجهك ابتسامة مشرقة، وبالأخص ابتسامة "دوشين" التي تملأ تعابير وجهك كلها. يستجيب الناس بإيجابية وبدفء إزاء هذا النوع من الابتسامات، ويرى فيليبس أنها تبعث فيك وفي جمهورك شعورًا بالراحة والاسترخاء، ويضيف: "تؤثر مشاعرنا وتتأثر في خضم تفاعلنا مع العالم من حولنا، ما يعني أن مجرد ابتسامة صادقة على وجهك وأنت أمام جمهورك ستعود بتأثير إيجابي على حالتك النفسية. تذكر أنه لا ينبغي أن تتكلف أو تزيف الابتسامة، فقط تذكر شخصًا أو مكانًا أو حيوانًا تعرف أنك حين تتذكره ترتسم على وجهك ابتسامة دوشين.
إن أخطأت، فلا داعي للارتباك أو الذعر
كلنا يمر بالتجربة نفسها: نمضي وقتًا في التدرب على إلقاء حديثنا بل وحفظه عن ظهر قلب، لكننا حين نصعد على المنصة لنشارك ما اجتهدنا في إعداده نجد خيط الأفكار قد انفلت منّا ولا نستطيع تذكر أي شيء. إن حدث ذلك معك فلا داعي للذعر. يقول فيليبس: "أفضل ما تفعله في هذا الموقف هو أن تحافظ على هدوئك دون الوقوع في خطأ الارتباك والذعر. ربما تشعر بحاجة ملحة في إطلاق العنان لما بداخلك من التوتر والقلق والرغبة في الاختباء والهرب من نظرات الجمهور، لكن تذكر أن هذا كله يجعلك تبدو أقل ثقة". بدلًا من ذلك، يقترح ديفيد أن تتقدم وتنحني نحو جمهورك وتقابله بابتسامة دوشين، وفي الوقت نفسه تتنفس بعمق لكي تكبح مشاعر التوتر وتفتح الباب أمام مشاعر الثقة والراحة.
تدرب مرات عدة حتى ولو بمفردك
شعار فيليبس فيما يخص لغة الجسد هو أنها مهارة مكتسبة وليست موهبة، ما يعني أن لدى كل فرد القدرة على أن يصبح متحدثًا بارعًا، حتى وإن كان من أكثر الناس إحساسًا بالتوتر والإحراج. نقطة الانطلاق التي ينصح بها ديفيد هنا هي التركيز على لغة جسدك في حياتك اليومية، بأن تلاحظ الحركات التي تؤديها بشكل طبيعي ثم تعمل على تعزيزها بحركات أخرى تساعدك في التعبير عن نفسك على نحو أفضل. وبالممارسة تصبح هذه الحركات جزءًا من أسلوبك في التواصل تلقائيًا، بحيث لا تحتاج للقلق حيالها عند إلقاء خطابك المقبل أمام الجمهور.