سبع طرق فاعلة لاستخدام التكنولوجيا داخل الفصل الدراسي
istock
تحث المعلمة في المدرسة الابتدائية كايلا دلزر طلابَها على التغريد عبر تويتر، ونشر موضوعات على إنستغرام، ومشاهدة فيديوهات على اليوتيوب داخل غرفة الدراسة. إليك الأسباب التي جعلتها تعتقد أن الأفضل للتلاميذ استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية.
يواجه المدارس والمدرسون مشكلات إزاء استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية؛ على اعتبار أنها قد تكون مصدر إلهاء للتلاميذ وخاصة الصغار منهم. لكن البعض يرى أن استخدامها شر لا بد منه، أو على الأقل ينبغي استخدامها بشكل محدود. تعتقد كايلا دلزر، معلمة الصف الثالث في مدينة فارغو بشمال داكوتا، أننا سنشهد ثورة تكنولوجية في مجال التعليم إذا استخدم المعلمون التكنولوجيا داخل الفصل بالطريقة الصحيحة.
فات الأوان على أن نحاول إزالة استخدام التكنولوجيا من الفصول الدراسية أو من حياة التلاميذ. تقول كايلا: "قد نظن بأننا نحمي التلاميذ عندما نتحاشى استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة داخل الفصول، لكنهم يومًا ما سيتخرجون ويحصلون على وظائف، ومنعهم من استخدام التكنولوجيا سيحد من قدراتهم ومهاراتهم. لذا ينبغي توفير بيئة ديناميكية ومتجاوبة في المدرسة تمكنّهم من تحقيق النجاح في المستقبل". وبعد تجربة عدة مقاربات واستخدام العديد من الأجهزة والتطبيقات والبرامج مع تلامذتها، توصلت كايلا دلزر إلى عدة توجيهات للراشدين تساعد أطفالهم في استخدام التكنولوجيا لصالحهم.
النصيحة التقنية رقم 1: ما هو ممل على الورق سيظل مملًا على الشاشة اللوحية أو الحاسوب المحمول.
تقول كايلا دلزر: "لا فائدة من استخدام التكنولوجيا إن لم يكن لها هدف معين. فإذا لم يكن غرضك الأساسي من وراء استعمال التكنولوجيا هو إعادة هيكلة الفصل الدراسي أو طريقة التدريس أو مستوى تعلّم التلاميذ، فلا جدوى من استخدمها". إليك قاعدة سهلة: إن كان القيام بالتمرين ممكنًا بواسطة قلم وورقة فقط، فلن يساعدك استخدام الحاسوب لإتمامه في إعادة هيكلة الفصل الدراسي.
تستخدم كايلا طريقة إبداعية لمساعدة تلاميذها على تعلّم الرياضيات من خلال لعبة لوحية هندسية في الواقع المعزّز يطلق عليها اسم "Cyberchase Shape Quest" (البحث السيبراني عن الأشكال). طريقة المشاركة سهلة، ففيها يوجّه التلاميذ كاميرا الآيباد (iPad) نحو لوح ورقي، فتدب فيه الحياة ويُصدر تمارينًا في الرياضيات باستعمال الرسوم المتحركة. وتضيف قائلةً: "يساعد هذا التطبيق التلاميذ في تعلم الهندسة وحل المسائل وإتقان التفكير المكاني بطريقة تفاعلية ومتجاوبة".
النصيحة التقنية رقم 2: أسلوب التدريس باستعمال التكنولوجيا مهم بقدر الموضوعات التي يتم تدريسها.
تحاول كايلا دلزر تجنب استخدام أي برنامج يعتمد على أسلوب التكرار في التعليم، وتستخدم بدلًا من ذلك البرامج التي تعتمد على التكنولوجيا في الصف لتشجيع التلاميذ على الإبداع، مثل تطبيق "Cargo-bot" الذي يستوجب من التلاميذ كتابة برامج تمكّنهم من التحكم في روبوتات متحركة لتحريك صناديق. تقول كايلا إن الهدف الأساسي من هذا التمرين هو تطوير برمجية تمكّن الروبوت من حمل الصناديق بالطريقة الأمثل، ومن ثم يتعلّم التلاميذ مهارات عديدة وقدرات مهمة كالتفكير الناقد والإبداع والمنطق وحل المسائل.
النصيحة التقنية رقم 3: دع التلاميذ يلعبون دور الأستاذ من حين لآخر.
إن السعي لإتقان استخدام العديد من التطبيقات والأجهزة والبرامج إلى جانب إعداد الدروس ربما يكون مصدر إرهاق بالنسبة للأساتذة. لذا تنصحهم كايلا دلزر قائلةً: "ليس من الضروري إتقان استعمال الأدوات كلها قبل عرضها على التلاميذ"، وتفضّل تقديم أدوات جديدة للتلاميذ يتعلمونها ويتقنونها، ثم يساعد بعضهم بعضًا، والأستاذ أيضًا، في تعلّم كيفية استخدامها.
النصيحة التقنية رقم 4: ابحث عن التكنولوجيا التي من خلالها يعلّم التلاميذ أنفسهم أو يتعلّم بعضهم من بعض.
عن طريق استخدام تطبيق "AudioBoom"، يتبادل تلاميذ كايلا الأدوار ليسجلوا أصواتهم وهم يقرؤون الكتب المدرسية بصوت عال. تضطلع كايلا بتقييم المقاطع الصوتية لتساعد التلاميذ في تحسين طريقة أدائهم اعتمادًا على بعض العوامل كالنبرة والصياغة والسرعة في القراءة والإحساس والدقة. تُمنح المقاطع الصوتية التي جرى قبولها رمزًا للاستجابة السريعة (QR code) يتم إلصاقه على ظهر الكتاب الذي جرت قراءته. تشير كايلا إلى أن بعض الكتب قد تحتوي على العديد من ملصقات رمز الاستجابة السريعة، ما يتيح للتلاميذ فرصة لسماع اختيارات عديدة أنتجها زملاؤهم.
تقول كايلا: "في بداية العام دراسي، ظن تلامذتي أن القراءة السريعة تعني القراءة بطلاقة"، لكنهم بعدما سمعوا تسجيلات قراءاتهم وتعديلات زملائهم، فهموا أهمية الإيقاع والإحساس. يمكن للأطفال إعادة تسجيل مقاطعهم الصوتية لكتبهم المفضلة ومقارنتها بتسجيلاتهم السابقة لكي يلاحظوا مدى تحسنهم مع مرور الوقت. تضيف كايلا قائلةً: "هذه التجربة غرست في التلاميذ شعورًا بالفخر".
النصيحة التقنية رقم 5: بدلاً من حظر الهواتف وموقع يوتيوب، ينبغي للمدرسين إيجاد حلول ذكية للاستفادة من تلك الوسائل.
تقول كايلا دلزر: "معظم المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية تمنع استخدام يوتيوب على الرغم من أنه محرك البحث الأكثر شيوعًا بين التلاميذ في الصفوف من الخامس إلى الثاني عشر. تضيع المدارس فرص التعلّم عندما تمنع التلاميذ من استخدام الموارد التعليمية المتاحة، ناهيك عن أن بإمكانهم تجاوز هذه القيود مهما كانت معقدة".
يقوم طلاب كايلا دلزر بإنشاء نشرات فيديو إخبارية تضاف إلى موقع يوتيوب كل شهر. تقول كايلا: "بدأت منذ العام 2014 بتغيير النشرات الإخبارية الورقية إلى نشرات فيديو. ووجدتُ فرقًا كبيرًا بين منح التلاميذ فرصة للتعبير عما وصلوا إليه بواسطة الفيديو وبين مجرد كتابته في النشرة الورقية"، حيث يتولى التلاميذ تنظيم النشرة الإخبارية ومناقشة الأمور والموضوعات التي تطرقوا إليها وما تعلموه في الفصل الدراسي، علاوةً على تصوير الفيديو وتحريره وإضافة المؤثرات البصرية.
النصيحة التقنية رقم 6: ينبغي لأولياء الأمور تشجيع المواطنة الرقمية واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الفصل الدراسي.
تشكل البيئة الآمنة والودية في الفصول الدراسية مكانًا رائعًا يتيح للأطفال أن يتعلموا كيفية استخدام الإنترنت استخدامًا مفيدًا. كتبت كايلا دلزر قواعد لاستعمال الإنترنت في الفصل، وتتضمن الآتي: لا تغرّد على تويتر أو تكتب شيئًا لن تقوله أمام شخص في الواقع، خاصة أمام جدتك؛ ولا تشارك المعلومات الشخصية أبدًا؛ ولا تستخدم سوى المواقع المناسبة والآمنة فقط؛ وأخبر شخصًا راشدًا في حال تعرضت للتنمر الإلكتروني. أنشأت كايلا حسابًا على تويتر لفصلها الدراسي لتعليم التلاميذ آداب التعامل على الإنترنت، وكيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، واستكشاف بصماتهم في العالم الرقمي. يتواصل تلامذتها مع خبراء من مختلف أنحاء العالم عبر تويتر، كما يتواصلون مع تلاميذ من بلدان أخرى ويقارنون ما تعلّمه بعضهم من البعض الآخر.
تنصح كايلا المدرسين بأن يطلبوا من التلاميذ البحث عن معلوماتهم الشخصية عبر جوجل والتفكير فيما قد تحتويه سجلاتهم الإلكترونية، قائلةً: “93% من المشغلين الآن يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي إما للتوظيف أو لتعيين الموظفين". وفي نظرها، ربما تتقلص فرصة توظيف التلاميذ إلى 7% فقط إن كانت لديهم بصمة سلبية على مواقع التواصل الاجتماعي. ولأجل أن يكون الراشدون قدوة في هذا الأمر، ينبغي لهم أيضًا القيام بالشيء نفسه والبحث عن معلوماتهم الشخصية على جوجل.
النصيحة التقنية رقم 7: امنح التلاميذ مساحة لتنمية اهتماماتهم.
تمنح كايلا دلزر تلاميذها وقتًا لممارسة هواياتهم بالنهج نفسه الذي اعتادت فيه شركة جوجل استخدام سياسة 20% من الوقت لتشجيع الموظفين على استخدام تلك النسبة للعمل على مشروعاتهم واهتماماتهم الشخصية، وبالطريقة نفسها يبحث التلاميذ ويعملون على أمور تثير اهتمامهم لمدة ساعة أسبوعيًا. كان اهتمام بعض التلاميذ منصبًا بالكامل على التكنولوجيا، حيث صنع أحدهم روبوتًا من عبوة قصدير بعد أن تعلم ذلك عبر مشاهدة فيديوهات على اليوتيوب. كما قامت تلميذة أخرى بتصوير وتحرير فيلم قصير. تقول كايلا دلزر: "هذه الطريقة تمنح التلاميذ الفرصة للتحكم في المسار الذي اختاروه للتعلّم".