سارة شتات: مبدعة فنون جميلة
من منّا لا يشتاق إلى الماضي الجميل ويحن للروائح العذبة التي تحمل بين طياتها مشاعر المحبة؟
كم مرة انتظرنا فيها وصول رسالة من الأحبة أو هدية نشتم رائحتها بعيدًا عن التكنولوجيا الخالية من المشاعر؟
اكتشفت سارة موهبتها في العام 2016، وكانت آنذاك في عمر السادسة عشر. بنظرها لا يقف العمر عائقًا أمام آمال وأحلام أي إنسان، والرسائل التي نستقبلها تحدد تفاصيل حكايات عديدة لا تُنسى.
عشقها للزمن القديم وتأثرها به جعلها تقرر تنمية موهبتها بنفسها، لتنشر الحب بأوراق وقطع خشبية صنعتها بيديها، ممزوجة بألوان اختارتها بعناية لتحاكي قطعًا موسيقية تداعب المشاعر قبل العين.
تقول سارة: "تُوّجتُ بالمركز الأول على مستوى العالم للرسامين دون سن الثامنة عشر. هذا الفوز هو ما جعلني أبدأ مشروعي "رسائل"، الذي أنشر من خلاله رسائل تحمل كل ما هو جميل. غرفتي هي الحضن الذي يلملم لوحاتي وأفكاري، والحصن الذي أنسى بداخله العالم وأبدأ بنسج الأفكار بحيث تختلف كل فكرة عن غيرها. أتمنى أن يأتي اليوم الذي يصل فيه مدى هذا المشروع إلى جميع أنحاء فلسطين، وأن يرى العالم كيف يُولد من رحم غزة المحاصرة إبداع لا محدود".
تفاصيل دقيقة صممتها سارة بدقة لا متناهية وبطريقة مبدعة جعلت الناس من مختلف الأعمار يرغبون في اقتناء قطع من أعمالها. تبحث سارة دائمًا عن العمل المميز بالرغم من قلة الإمكانات وعدم توفّر الألوان والمواد التي تحتاجها؛ لأن الاحتلال يمنع دخولها للقطاع في أغلب الأحيان.
تقول سارة: "النساء في غزة بحاجة لأن يكتشفن شخصياتهن بشكل أكبر، وأن يعرفن أن داخل كل واحدة منهن إبداع فطري عليها اكتشافه. لوحتي التي أعمل عليها الآن عبارة عن جذع شجرة زيتون تمثل المرأة الفلسطينية وتحمل فكرة أن المرأة حياة قوية لا تنتهي ولا تموت".