نغم أبو سمرة: بطلة كاراتيه
تلوذ نغم إلى نسيم البحر ورماله هاربة من ضغوطات الحياة؛ تفرغ كل ما هو سلبي حتى ترتاح وتجدد العطاء لبدء يوم جديد في تدريب الكاراتيه بقطاع غزة حيث أنشأت أول نادي لتعليم الفتيات هذه الرياضة التي طالما اقتصرت على الذكور.
تقول نغم: "لم أخطط لدراسة التربية البدنية أو تعلّم الكاراتيه، لكنني شغفتُ بهذه الرياضة بعدما شعرتُ أنها تمنحني القوة والشجاعة. لدي قناعة بأنها تسهم في تقوية شخصيتي، وهذا هو ما دفعني لفتح نادي خاص بالفتيات؛ لأنني أريد أن تشعر كل فتاة بالقوة من داخلها وليس ممن يحيطون بها، وأن تكون صاحبة قرار قادرة على حماية نفسها".
رغم قلة الإمكانات، تلقت نغم تدريبها في قطاع غزة على يد عدة مدربين. وشجعها الدعم الذي تلقته من والدها وعائلتها على أن تكمل مشوارها نحو النجاح، فقد كان والدها حاضرًا في جميع مبارياتها وبطولاتها مناصرًا ومساندًا لها. وعندما كانت تشعر بالإحباط من تعليقات الناس أو تصرفاتهم، كان والدها بمثابة صمام الأمان الذي حفزها وخفف عنها.
وكأي فتاة تعيش في مجتمع شرقي محكوم بأفكار وتقاليد تُقلل من شأن المرأة، تعرضت نغم للتنمر.
تقول نغم: "شعرتُ أنني منبوذة في مجتمعي الذي نشأتُ وترعرعت فيه، بيد أن تلك الآلام التي شعرتُ بها منحتني القوة لأتابع وأفوز بالبطولة".
تحلم نغم بأن تحصل على فرصة لتمثيل فلسطين في المحافل الدولية وانشاء منتخب فلسطيني للسيدات في رياضة الكاراتيه، حيث تذكر أن أسعد لحظات حياتها كانت في العام 2019 عندما تُوجت بطلة بعد مباراة للكاراتيه في فلسطين.
تحب نغم اللون الأبيض الذي يرمز للأمل والصفاء والنقاء ويوحي بأن الغد يحمل في طياته أشياء أجمل من الأمس.